Giving Back to the Land - A dramatic transformation in their son’s wellbeing thanks to a change in diet was the catalyst for Will and Abbie Foley to explore regenerative farming.
رد الجميل إلى الأرض
بعد تحسُّن صحة الابن العامة بصورة لا تصدق إثر بعض التغييرات التي أدخلها الوالدان على النظام الغذائي للأسرة، قررت أسرة "فولي" استكشاف المفهوم التجددي في الزراعة والرعي. والآن يتعامل كلٌ من الأب "ويل" والأم "آبي" مع تربة الأرض والماشية والطبيعة الأم بأكملها بأساليب مستدامة ومتقدمة تسهم في إنتاج لحوم عالية الجودة تلبي المعايير العالية لـ "سيلفر فيرن فارمز" من حيث المذاق والطراوة والعصارة اللذيذة.
كان الصغير "آرشي فولي" يبلغ من العمر 18 شهرًا عندما بدأ أبواه ملاحظة علامات تدل على إصابته بالتوحد. يتذكر "ويل" أحداث تلك الفترة قائلًا: "لم نتمكن من تلقي تشخيص رسمي بحالته قبل بلوغه 4 سنوات، ولكن الأمر كان جليًا أمام عيوننا. فكان "آرشي" لا يرغب في الكلام ويواجه صعوبات في النظر لعين أحدهم مباشرةً ويغضب ويتعكر مزاجه سريعًا".
لم يقبل "ويل" أو "آبي" أن يقفا أمام ابنهما دون فعل شيء. فشرعا فورًا في البحث عمَّا يمكنهما فعله لمساعدته. وبعد أن علما بأهمية صحة الأمعاء واطلعا على دراسات حالة عديدة عن الأطفال المصابين بالتوحد الذين شهدوا تحسنًا ملحوظًا في صحتهم بعد تغيير بعض العادات الغذائية، طبقا هذه التغييرات على نظام "آرشي" الغذائي. فقطعا عنه الأغذية التي تحتوي على الجلوتين ومنتجات الألبان والكثير من الأطعمة المصنعة. يحكي الأب: "لقد كان تأثير هذه التغييرات هائلًا ولمسناه بأنفسنا. حتى أن بعض النتائج جاءت سريعًا مثل هدوء ردود أفعاله وقدرته على التواصل بصريًا. واستمرت حالته في التقدم منذ ذلك الحين". والآن، بلغ "آرشي" الثمانية أعوام والتحق بمدرسة البلدة وأصبح يحب ركوب دراجته النارية برفقة أخيه الصغير "تيدي" والتجول بها حول مزرعة العائلة. ويضيف الأب والفخر يملأ صوته: "في فترة من الفترات ظننا أننا قد لا نتمكن من إلحاقه بالمدرسة. لذا فهذه خطوة كبيرة بالنسبة لنا".
كانت أسر كلٍ من "ويل" و"آبي" من أسر المزارعين، و"ويل" على نحو خاص من الجيل الرابع لأبناء مزرعة (هاوكز باي). واليوم، يمتلكا أربع مزارع في مشروعهما لإنتاج لحوم الأبقار والأغنام، من بينها مزرعة منزلهما الممتدة على مساحة 80 هكتار والواقعة على حافة التلال المنحدرة على أطراف بلدة (وايبوكوراو)، حيث يقطنان مع ولديهما "آرشي" و"تيدي". وفي هذه المزرعة، تربي الأسرة 160 من العجول المخصية من سلالات (هيرفورد) و(فريزيان) وتوِّردها لبرنامج "سيلفر فيرن فارمز" الخاص باللحوم البقرية الفاخرة (Prime). وفي خضم رحلة الأسرة مع الصغير "آرشي" نحو إدارة أعراض التوحد المصاب بها، بدأ الأب والأم الحديث مع الأصدقاء حول فكرة الزراعة التجددية بحثًا عن الوسائل المناسبة لتحويل مزرعتهما إلى مزرعة تجددية. فيقول "ويل": كان "آرشي" هو أكبر حافزٍ لنا، لأننا من خلاله تعلمنا أن الطعام الذي نأكله هو مرآة لصحتنا العامة وعرفنا مدى تأثير نوعية المأكولات التي نستهلكها على حالتنا الصحية". ويضيف قائلًا: "التجربة التي خضناها جعلتنا ندرك أن التغييرات التي أجريناها في نظام "آرشي" الغذائي كانت قرارًا صائبًا ومجديًا وأننا مسؤولون تجاه جودة الغذاء الذي ننتجه للمستهلك وتجاه أثره عليه. لذا أردنا أن نسلك طريق الزراعة التجددية لتحقيق أكبر قدر من النفع للجميع".
إن أساس مفهوم الزراعة التجددية يتمثل في المبادئ الخاصة بالتعاون مع الطبيعة، ولا سيما العناية بصحة التربة التي تشكل جوهر الممارسات التجددية. ويشرح "ويل" الأمر قائلًا: "لقد حصلت على درجة البكالوريوس في الزراعة من الجامعة وأتذكر نفسي وأنا عائدًا للمنزل متوهمًا أنني قد سبرت أغوار كل ما يخص عالم الرعي والزراعة. ولكنني عندنا بدأت أبحث في النهج التجددي بمجال دراستي وعملي، تغيرت نظرتي للأمور تغيرًا كليًا". ويستكمل حديثه قائلًا: "كل شيء بدأ مع القراءة عن صحة التربة. فسابقًا، كنت أجري اختبارًا للتربة وأعالج أي قصور بتزويدها بما ينقصها من مغذيات. وهو ما يعني في حقيقة الأمر أنني أملأها بالمزيد من الأسمدة الكيماوية أو الاصطناعية. ولكن النهج التجددي ينظر للتربة نظرة مختلفة تمامًا؛ فالتربة بطبيعتها عامرة بالمغذيات، وكل ما علينا هو أن نحفز وجودها من خلال العمليات البيولوجية؛ البيولوجيا التي نظلمها بالممارسات التقليدية العديدة التي نمارسها".
التربة ودورة تغذيتها
إن المزارعين الذين مثل أسرة "فولي" لديهم أسلوبهم الخاص؛ فطريقة إدارة حيوانات المزرعة على سبيل المثال ليست مهمة فقط لضمان حصول الحيوانات على المغذيات الضرورية لها، ولكنها تسهم أيضًا في تعزيز جودة التربة. فلنفكر في الأمر وكأنه علاقة تكافلية: التربة الغنية بالعناصر الغذائية والموارد البيولوجية المتنوعة تغذي العشب الذي تتناوله الماشية. والماشية لها وظيفتها المهمة هي الأخرى في تغذية التربة من خلال روثها الذي يتحول لسماد عضوي وحوافرها التي تدهس العشب لتعيد الكربون للأرض وتغذي كائنات التربة.
وتحقيقًا لذلك الهدف، اتبعت أسرة "فولي" نهجًا جديدًا في رعي حيوانات مزرعتهم وأصبحت تحرك القطيع بوتيرة أكبر من مرتين إلى 8 مرات باليوم. تقول "آبي": "الفكرة من هذا النهج أن العجول يجب أن تتغذى على عشب ثلث المرعى فحسب، فيما تُترك المساحة المتبقية من العشب لتُدهَس وتعيد تدوير جميع العناصر الغذائية التي بداخلها. كما أن هذه الطريقة أسرع في تعافي العشب والتربة لأنك تترك مساحة كبيرة من الأرض لتُعالج طبيعيًا". ومن بين الخطوات الأساسية التي ساعدت الأسرة على التحول للنهج التجددي هي وقف استخدام الأسمدة تمامًا والتركيز على إيجاد طرق طبيعية لزيادة التنوع البيولوجي للتربة. لذلك أفرغ "ويل" حقلًا من الحقول بالكامل وأعاد زراعة 10 أنواع مختلفة من النباتات، من بينها: الهندباء، ولسان الحمل، والبرسيم، وخمسة أنواع أخرى من العشب. وبالرغم من أنها كانت خطوة كبيرة ومرهقة، إلا أنها حسَّنت التنوع البيولوجي للأرض تحسنًا ملحوظًا من خلال تزويد التربة بالمغذيات بصورة طبيعية. إذ لمس "ويل" بنفسه هذا التغير الإيجابي الذي حدث للتربة عندما يحرثها أو يحركها.
فيقول عن ذلك: "تستطيع أن ترى العديد من الديدان وتلاحظ تغير لون التربة، ما يُعَد ذلك مؤشرًا جيدًا لجودة التربة. حيث تجذب الآن مختلف أنواع الحشرات المفيدة والحيوانات، وحتى الضفادع التي لم أرها لثلاثين عامًا من عمري تعود فجأة إلى المزرعة وتزور كل بركة مياه بها".
ونستطيع رؤية أثر هذه التغيرات في سلوكيات الحيوانات أيضًا. فمع تحريكها لأكثر من مرة يوميًا وتعاملها مع أفراد مختلفة لمرات متعددة، أصبحت العجول ودودة بصورة لا تُصدَق. ويذكر "ويل" إنها تكون متحمسة للتحرك للحقل التالي لتتغذى على عشب جديد ونضر. فيقول: "كل هذه الجهود مجتمعة محاولة لمحاكاة الطبيعة الأم في تطور الطريقة التي ترعى بها الحيوانات الأرض. ويضيف أن هذه الطريقة في الرعي والزراعة ليست فقط مفيدة من ناحية صحة الحيوانات والتربة، ولكنها تعود بأبلغ النفع على مناخ "هاوكز باي" الذي يصبح أكثر قسوة وجفافًا مع حلول كل موسم صيف.
ويضيف "ويل": "إذا قصصت العشب عن آخره مثلما كنا نفعل سابقًا كمزارعين نيوزيلنديين، فإنك بذلك تعرض التربة لعوامل الطقس التي تجعلها تجف بصورة أسرع على عكس ما كان ليحدث إن تركت العشب طويلًا ليحميها. فعندما تحرك القطيع الذي يضم أعدادًا كبيرة من حقل إلى حقل على مدار اليوم، ستحمي التربة من أشعة الشمس والتبخر".
لحوم فاخرة حاصدة للجوائز
وقد جنت كل جهود "ويل" و"آبي" ثمارها وأكسبتهما الجوائز لجودة لحومهما العالية، إذ حصدا جائزة "سيلفر فيرن فارمز" لأفضل مرعى بعام 2021 في فئة اللحم الفاخر (Prime) ووصلا إلى التصفيات في فئة لحم الضأن. ويعبر "ويل" عن سعادته بالفوز قائلًا: "إننا سعيدين للغاية لشعورنا بتقدير جهودنا في مجال الزراعة التجددية".
يجمع ممثل "سيلفر فيرن فارمز"، "ريتشارد باينز"، علاقة طيبة ووثيقة مع مزرعة أسرة "فولي" التي عمل مع أصحابها لمدة 18 عامًا ونشأ وقضى طفولته في نفس هذه الأرض. فقد شهد بنفسه أولى خطوات "ويل" و"آبي" في الاعتناء بالمزرعة وتحمل مسؤوليتها كأمناء عليها. كما تتجلى آثار اهتمامهما البالغ بكل تفاصيل المزرعة في جودة اللحوم التي تلبي المعايير العالية لـ "سيلفر فيرن فارمز" من ناحية المذاق والطراوة والعصارة اللذيذة. ويقول "باينز": "يبهرني نهجهما في تطبيق أساليب الزراعة التجددية ومواصلتهما لتقديم نتائج مذهلة. فهما يفكران خارج نطاق مزرعتهما ويواكبان متطلبات السوق".
يبدأ كلٌ من "ويل" و"آبي" تجربة الطرق والممارسات الجديدة في مزرعة منزلهما ثم ينفذونها على بقية الأراضي التي يمتلكونها. ونظرًا لأن تحريك قطيع الحيوانات بأكمله كل يوم لأكثر من مرة يستهلك جهدًا بدنيًا عاليًا ووقتًا كبيرًا، تحاول الأسرة إيجاد طريقة للموازنة بين أعمالها وبين نمط حياتها. وهنا تظهر التقنيات المبتكرة والحلول الحديثة التي من المتوقع أن تلعب دورًا مؤثرًا في المستقبل، لذلك يستكشفا طريقة عمل أجهزة التحريك التلقائي التي تضم بوابة تُفتح بضبطها على توقيت ومدة معينين. حتى أنه ظهر في مشهد أجهزة الرعي التكنولوجية "كارافان الدجاج" ذاتي الفتح - وهو وحدة تعشيش وتغذية متنقلة مع نظام مائي وحزام ناقل يعمل بالطاقة الشمسية مخصص لجمع البيض- الذي يجري استخدامه لتتبع الأبقار والإسهام في تحسين تنوع التربة البيولوجي. إذ تقول "آبي": "الدجاج ينتج النيتروجين المفيد للغاية لتغذية التربة".
بالرغم من التحديات التي تواجهها أسرة "فولي" وتتعارض وأهدافها الطموحة، إلا أن "ويل" و"آبي" واثقان من أن النهج التجددي للرعي والزراعة هو البوابة للمستقبل. كما أن شراكتهما مع "سيلفر فيرن فارمز" والقيم المشتركة التي تجمعهما مع الشركة من ناحية أهمية حماية الأرض تساعدهما في تحقيق رؤيتهما طويلة المدى. فتقول "آبي": "أكثر سؤال نتلقاه هو (هل هذا النهج مربح؟). وإجابتي لهم أنه طالما شركة مثل "سيلفر فيرن فارمز" تقود المسيرة، فإن السوق سيطلب الماشية المرباة على هذا النهج".
ويقول "ويل": "إن علاقتنا مع "سيلفر فيرن فارمز" علاقة قوية وقديمة". ويحكي بعدها عن المحادثات التي جرت بين الأسرة والشركة عندما قرر هو و"آبي" تجربة النهج التجددي منذ أعوام مضت.
فيقول: "طرحنا على الشركة سؤالًا: (ما الذي يبحث عنه المستهلك؟). فقد كنت أتوقع أن الزراعة التجددية ستنتشر وأردت أن أسبق الجميع بخطوة. لذلك أنا سعيد بتعاوني مع "سيلفر فيرن فارمز" لأنهم تجاوزوا توقعاتي".
نشر الفكرة
إن الدافع الدائم للتطور ومواصلة تعميق المعرفة بالنهج التجددي واختبار الممارسات الجديدة من القواسم المهمة الأخرى التي تجمع بين أفكار أسرة "فولي" وشركة "سيلفر فيرن فارمز".
يقول "ويل": أظن أنك إذا واصلت فعل الأمر ذاته عامًا بعد عام دون تغيير، سترجع خطوات إلى الوراء. فما أفعله الآن نقلة نوعية في الأسلوب الذي أتبعه في الزراعة والرعي وحتى هذه اللحظة تغمرني الحماسة لتعلُّمه وتطبيقه. وعلى الرغم من كونه أمرًا جديدًا تمامًا عليّ إلا أنني أشعر أنني اتخذت القرار الصائب. وبالطبع ما أفعله يهدف في المقام الأول لإنتاج الغذاء، ولكنه له جانبه الذي يترك تأثيرًا إيجابيًا على البيئة. فهو لا يساعد على استدامة الأرض فحسب، بل يجددها".
لقد وجدث أسرة "فولي" رفيقًا يشاركها رحلتها نحو النهج التجددي. فقبل بضع سنوات، اشترك "ويل" في "صندوق (هاوكز باي) الخيري للزراعة المستقبلية" حيث قابل مزارعين بنفس عقليته المتطلعة للمستقبل. أُسس هذا الصندوق بالأساس لعرض خبرة المنطقة في الرعي والزراعة ولإنشاء مركز لتبادل المعرفة حول مرونة الرعي والزراعة. ويعبر "ويل" عن هذه التجربة قائلًا: "نطمح لأن نوضح للمجتمع الزراعي الأوسع مفهوم النهج التجددي للرعي والزراعة وطريقة عمله وتطبيقه. ومع الوتيرة البطيئة لانتشار المفهوم، نود أن نسهم في نشره بأي طريقة ممكنة".
وتضيف "آبي": "أظن أن المشكلة الكبرى هي تصور المزارعين أنهم لن يستطيعوا جني الأرباح إلا من خلال اتباع الطرق التقليدية. ونسعى حاليًا لأن نثبت لمجتمعنا أن هذا النهج مربح ومستدام وأفضل للحيوانات ولصحة الإنسان. فهو بالفعل مجدٍ من شتى النواحي".