Hamish and Debby Galletly
Best In Show - Originally the “worst piece of land” in the district, the Galletly family have worked on their Waiau farm for generations, turning it around to win the 2018 Silver Fern Farms Plate to Pasture Award.
أفضل من في المراعي
فازت عائلة "جاليتلي" بجائزة "سيلفر فيرن فارمز" لأفضل مرعى تقديرًا لفرادة مزرعتهم الواقعة في بلدتهم الصغيرة (واياو) والتي توارثت أجيال العائلة رعايتها. وللمفارقة، كانت تشتهر بأنها "قطعة الأرض الأسوأ" بالحي بأكمله.
فوز يغمره التواضع
يصحو الصغير "هاري جاليتلي" -ذو الأربعة أشهر- متثائبًا ثم يفتح عينيه النائمتين محاولًا إدراك ما يحدث حوله في صالة المنزل، ولكن يغلبه النوم ويعود إلى حضن والده "هاميش" مرة أخرى. فبالطبع لم يفهم الصغير أن عائلته القاطنة ببلدة (واياو) في شمال (كانتربيري) قد ربحت لتوها الجائزة المرموقة التي خصصتها "سيلفر فيرن فارمز" لأفضل مرعى بنيوزيلندا في عام 2018.
يتشارك "هاميش" وزوجته "ديبي" مع والدي "هاميش" -"سوو" و"أنغوس"- في رعي أرضهم (هوساك داونز) الواقعة على مساحة 2300 هكتار والمخصصة لتربية الخرفان والأبقار. أما عن الجائزة التي استحقوا الفوز بها، فهي تحتفي بموردي لحوم الضأن والبقر والغزلان والثيران على مستوى نيوزيلندا. ويرأس تحكيم هذه الجائزة قائمة من الفائزين المحليين السابقين ويجري اختيار الفائز تبعًا لمجموعة من المعايير، من بينها: جودة المخزون الموَّرد على مدى آخر 12 شهرًا، والتقييم الميداني للمواضع المحققة لأهداف العمل والإستراتيجية داخل المزرعة، وخوض تحدٍ لإعداد المأكولات، وقياس مستوى الإدارة المالية، ومدى اتباع الممارسات المستدامة الداعمة للبيئة.
لم يصدق جميع أفراد العائلة أنهم قد كسبوا الجائزة بالفعل حتى بعد أن وصلت منصة "مايند فود (MiNDFOOD)" إلى مزرعتهم. فيقول الجد "أنغوس" متفاجئًا: "ما زلت لا أستطيع تصديق أننا فزنا بالجائزة!"، وتضيف زوجته "سوو": "لم نتخيل أبدًا أننا قد نكسبها". وراح أفراد هذه العائلة المتماسكة يكملون عبارات بعضهم البعض في حديثهم عن مزرعتهم وتعبيرهم عن دهشتهم وسعادتهم العارمة بالفوز، حتى قال "هاميش" : "أكاد أطير فرحًا بهذا الخبر!".
بدء الحياة في أرض صعبة المراس
كان والدا "أنغوس" ملتحقين بالجيش، حيث يخدم والده -الذي كان يعمل سائق شاحنات- في صفوف الجيش وتخدم والدته -المنحدرة من عائلة مزارعين- في القوات الجوية. وبعد انقضاء الحرب العالمية الثانية، انتقلا إلى الحي وشاركت الأم في الاقتراع المحلي الذي كان يعرض ثماني مزارع حينها، ووقع حظها على تلك الأرض التي يحكي "أنغوس" عنها قائلًا: "لقد اختارت أمي أسوأ قطعة أرض" .. أي أنهما عادا إلى ديارهما ليقطنا "قطعة أرض صعبة المراس"!
واليوم نقف مع "أنغوس" و"سوو" في رواق منزلهما لنرى الخريطة العملاقة التي تتبين فيها بوضوح قطع الأرض الثمانية الواقعة على أرض شمال (كانتربيري). ويحكي "أنغوس" عن المزرعة قائلًا: "بعد كثير من الجهد والعناء، تحسنت المزرعة وبدأنا نجني ثمار جهودنا، فنحن العائلة الوحيدة المتبقية من العائلات الثمانية التي حصلت على المزارع من اقتراع البلدة. إذ مع مرور الوقت، بدأت العائلات في بيع مزارعها". وأضاف: "لقد كان الوضع مختلفًا في زمن أبي، فبينما كان يدير هو نحو 1000 وحدة من الماشية، ندير نحن اليوم أكثر من 10 آلاف وحدة، إذ أصبحت متطلبات العصر مختلفة وعلى المزارع أن يوسع نطاق رعيه ليواكبها".
تقع المزرعة الأساسية التي تم الحصول عليها في الاقتراع تحت رعاية "دونالد"، شقيق "أنغوس"، بينما يملك "أنغوس" و"سوو" و"هاميش" و"ديبي" مزرعتين مجاورتين - من المزارع التي كانت معروضة أيضًا للاقتراع - بأرض "هوساك داونز". وبذلك أصبحت ملكية عائلة "جاليتلي" للمزارع ممتدة على مساحة كبيرة تضم التل المنحدر للبلدة الأصلية والكتل المسطحة المنخفضة؛ أي المزيج المثالي للرعي والزراعة. يعبر "هاميش" عن سعادته لعمله مع أبيه قائلًا: "علاقتي مع أبي في عملنا بالمزرعة مريحة ومثمرة للغاية، ودائمًا ما أراني محظوظًا لنيل هذه الفرصة العظيمة". فهم يقسمون العمل بينهم ليرعى "هاميش" الماشية ويدير المزرعة ويتولى "أنغوس" أعمال الحراثة بالجرار. وعلى مدار السنوات الأخيرة، كثيرًا ما تناقش أفراد العائلة حول من يتولى أمور المزرعة مستقبلًا ويحميها من الضياع. وذلك خاصةً مع وجود الأخت الأكبر، "آنا" الأخصائية النفسية الإكلينيكية التي تدرس الطب في (دنيدن)، والأخ الأصغر، "سايمون" الذي يعمل ميكانيكيًا ويقطن في (كوينزلاند). فيقول "هاميش": "إن النقاش حول هذا الأمر حديث محوري بيني وبين إخوتي، وعادةً ما يجمعنا والدي في كل احتفال بعيد الميلاد المجيد ليحدث ثلاثتنا عن رأيه. ويخبرنا أن هذا المبنى المصنوع من الطوب هو "منزلنا"، وسيكون في المستقبل هو المكان الذي يزوره أطفالنا لقضاء الأعياد".
ولكن "أنغوس" ذكر أن تحديد هذا الأمر لم يكن صعبًا بالنسبة له، لأن اثنين من أبنائه غير مهتمين في الأساس بأمور الرعي والزراعة، فيقول: "ابنتي مهتمة بالمجال الأكاديمي وابني الآخر يعاني من حمى رهيبة بسبب القش عندما يزور المزرعة. لقد بدأنا الحديث حول التخطيط لتولي أمور الأرض منذ أكثر من 14 عامًا. وقد خصصت قطعة أرض لكلٍ من "آنا" و"سايمون" ليرثانها مستقبلًا، وعقدت شراكة مع "هاميش" و"ديبي" و"سوو" على أرض (هوساك داونز)".
وبالنظر لواقع رعي هذه العائلة لمزرعتهم على مدى ثلاثة أجيال متعاقبة، مع وجود جيل رابع يؤسسه "هاري" و"غاس" و"صوفي" أبناء "هاميش"، يقول "هاميش" أن فوزهم بجائزة "سيلفر فيرن فارمز" جعلهم يشعرون أنهم يقومون بشيءٍ ذي قيمة.
مستقبل الرعي والزراعة
يقول "هاميش": "نشهد وقتًا مثاليًا للعمل في الرعي والزراعة. فمع أسعار الإنتاج الحالية وعودة الاستثمار في المزارع مرة أخرى، أصبحنا نرى نتائج ملموسة لجهودنا، ولم تَعُد آمالنا المعقودة على مهنتنا مجرد حديث يجري بيننا".
كما يرى "هاميش" أن التأثير العظيم للتكنولوجيا والبيئة على حياة المزرعة سيستمر، ويقول عن ذلك: "أنا فخور بجميع الماشية التي تضمها مزرعتنا. سعيد بالنعاج وبالحملان وبصحتها الجيدة لتي تدل على اهتمامنا بها. فنحن نربي لأجيال المستقبل مخزون الماشية الذي سيساعدهم على المضي قدمًا في مجال الرعي والزراعة".
وبفضل خطتهم الموضوعة لحماية البيئة وعلاقتهم الجيدة مع "جاك فريزيل" ممثل "سيلفر فيرن فارمز"، أصبح مخزونهم من الماشية مخصصًا لإنتاج الحيوانات التي تُباع لحومها في البرامج عالية الجودة للحوم الأبقار والضأن.
يقول "هاميش": "إن المعايير العالية للجودة التي ننتجها تدعمها الأنظمة الصارمة لإدارة المزرعة. فإنني أتصل بـ "جاك" وأتفق معه على توقيتات ومواعيد تسليم المخزون لنضمن حصول المستهلك على منتج يتمتع بأعلى قدر من الجودة. لذلك نرى أن علاقتنا مع "سيلفر فيرن فارمز" بالغة الأهمية".
يؤكد "أنغوس" على حديث ابنه ويعبر عن فخر بما يحققونه وينتجونه مع فريقهم قائلًا: "لدينا فريق عمل رائع وقوي. فعلى سبيل المثال، "ليون" عامل المزرعة يقوم بعمله على أكمل وأتم وجه مثله مثل بقية أفراد فريقنا".
ويتفق كلٌ من "هاميش" و"أنغوس" على أن المستهلك هو من له الكلمة الأخيرة في جودة المنتج. فيقول "أنغوس": "مع الإستراتيجية التي تضعها جائزة "سيلفر فيرن فارمز" لأفضل مرعى، أصبحنا مهتمين أكثر بمعرفة أصل كل ما يقدم في أطباقنا مع فهم قطعيات اللحوم المختلفة. فالمستهلك يريد أن يعرف مصدر طعامه".
"المستهلك يريد أن يعرف مصدر طعامه". - أنغوس جاليتلي
"إن أبقارنا وأغنامنا مرباة طبيعيًا ومغذاة على العشب الأخضر، فنحن لا نعتمد على العلف والحبوب ولا نستخدم هرمونات النمو مثلما تفعل الدول الأخرى".
التعلُّم رحلة لا تنتهي
لقد تغيرت الكثير من الأمور في مشهد الرعي والزراعة مقارنةً بالأيام التي بدأت فيها عائلة "جاليتلي" رحلتها مع المزرعة، من بينها على سبيل المثال: وجود خطة مستدامة للحفاظ على البيئة وتخصيص أيام لزيارة الحقول وتعلُّم أفضل ممارسات الرعي والزراعة، وإدراج مراعٍ جديدة تطيل من عمر الماشية وتحسِّن معدلات النمو، وتجربة تناوب استخدام المراعي وإحاطة الماشية وتغذيتها بعيدًا عن مناطق المياه. لذلك يقول "هاميش": "إن تعلُّم كل هذه المعلومات الجديدة وتطبيقها في مواضعها السليمة يعود على مزرعتنا بالنفع".
يحكي "أنغوس"، أن قديمًا، عندما بدأ الرعي والزراعة مع شقيقه، كان الأمر مختلفًا تمامًا، ويقول عن ذلك: "إذا تحرك الحيوان، نطلق عليه النار. إذا نما العشب، نقصُّه. كنا نفعل هذه الأمور بدون تفكير. ولكن من حسن الحظ أن هذه الأيام قد ولَّت". ففي أيامنا هذه، تهتم أمور الرعي والزراعة بالاستدامة، لذا على سبيل المثال، يحرص المزارعون على مغادرة الأبقار للمراعي قبل حلول الشتاء التالي عليهم، حتى لا تؤثر حوافرها الثقيلة على جودة الأرض.
يعمل "هاميش" أيضًا مع مجموعة "شراكة اللحوم الحمراء للأرباح"؛ وهي مبادرة حكومية بحثية تضم سبعة مزارعين يتعاونون مع منسِّق يساعدهم على تحديد الأهداف الفعالة. يقول "هاميش": "إن هذه المجموعة لا تجتمع لمجرد طرح الأفكار ومناقشتها. فنحن مجموعة عمل نشطة ونهتم في المقام الأول بتنفيذ أفكارنا على أرض الواقع. فعلى سبيل المثال، نحن نبحث عن البقوليات وعمَّا يرفع معدلات النمو حتى لا نستخدم النترات المعبأ في الأكياس، وبدلًا من ذلك نسهم في توفير مراعٍ أكثر جودة. فالبقوليات تثبت النترات في التربة".
وفضلًا عن المعرفة العميقة التي ينقلها المنسِّق للمجموعة، يستفيد "هاميش" كثيرًا من المحادثات التي يجريها مع زملاءه. ويقول: "إننا حقًا في عصر ذهبي للعمل في الرعي والزراعة".
عائلة "جاليتلي" والمجتمع
إن عائلة "جاليتلي" متفاعلة للغاية مع مجتمعها المحلي؛ إذ عملت "سوو" في منصب رئيسة مجلس إدارة مجموعة المواطنين المحليين ومجموعات دعم ما بعد الزلازل، وعمل "هاميش" و"أنغوس" مع لجان الري وفي ناديي الرجبي والغولف المحليين. إن لهذه العائلة روح إيجابية مفعمة بحب التجربة والتعاون، استحقت بها جائزة "سيلفر فيرن فارمز" لأفضل مرعى عن جدارة.
وفي هذا العام، يرأس "أنغوس" العرض المحلي الشهير للزراعة والرعي (A&P). ويقول: "على مدار العامين الماضيين، كانت خيمة المعرض الكبيرة مليئة بأغراض تخص الزلازل، ولكننا نرغب في أن نتخطى هذه المرحلة ونفعل أمرًا مختلفًا". ويطرح سؤالًا قائلًا: "هل تظن أن مجلة "مايند فود (MiNDFOOD)" من الممكن أن تكون مهتمة بالاشتراك في الحدث؟". وصراحة يصعب إجابة نبرة صوته النابض بالحماس بأي شكل من أشكال الرفض. لذا نراكم في العرض.
هذا المقال قدمته لكم مجلة "مايند فود (MiNDFOOD)" بالشراكة مع "سيلفر فيرن فارمز". بقلم: مايكل ماكهيو. تصوير: كريستيان فريرز